لاشك أننا جميعا نعلم أن الكلمة رسالة و أمانة تحمل على عاتقنا جميعا فالكلمة الطيبة الهادفة تبنى والكلمة الخبيثة لا تنبت الا الفرقة والفساد فى الارض معنا اليوم شاعر بمعنى الكلمة يملك أدواته الابداعية جيدا وعنده ما يكفيه بفضل الله من التواضع وحسن الخلق ورقة الصوت وسكونه أثناء إلقائه قصائده التى تنال دائما إعجاب محبيه فى الامسيات والملتقيات الثقافية داخل القاهرة وخارجها إنه الشاعر الخلوق على الشيمى المنسق العام لصالون الاديب صالح شرف الدين ( صالون بن القناة وسيناء) ومسئول اللجنة التعلمية بفريق طموح للكنوز البشرية لمرحلة ما قبل الجامعة و مؤلف ديوان ( عيناك خط الاستواء ) ذلك الديوان الذى يتميز باللغة الفصحى من غير تكلف ويتميز بوضوح الافكار دون غموض وجمال الصورة دون إراق وصدق العاطفة دون تزيد كما يقول الاديب والناقد صالح شف الدين والذى قام بعمل دراسة نقدية لديوان الشاعر على الشيمى والذى يقول أن أول ما يلفت النظر إلى الديوان ألوانه المبهرة وعنوانه ( عيناك خط الاستواء ) وخط الاستواء وتوضح لنا الدراسة النقدية للناقد الاستاذ صالح ان خط الاستواء أول ما يوحى به موثوة الحرارة وهو يقسم الكرة الارضية نصفين وطبعا هطول المطر عليه دائم وأحسب أن الشاعر لم يقصد الحرارة الشديدة القاتلة بل مما قصد الاستقرار والاستقامة والهطول ومعان أخرى وأول صفحة بعد الغلاف تحمل عينا واحدة ولا أدرى لماذا لم تكن الصورة لعينين ويبدأ الديوان بقصيدة على وزن بحر الاحزان وهى زفرة حزن وألم ولوعة وحرمان والنص على وزن بحر الوافر المجزوء وطريقة كتابتها تجعلنا نتخيل أنها من الشعر الحر وقد اثر الشاعر ذلك ربما كنوع من التجديد
يقول الشاعر
وليس الحب فى قلبى
سوى قبر السلطان
فكم للقلب من ذنب
إذا ما أعلن العصيان
وفى اخر قصيدة يقول –
أين ارضك أدركينى تتداخل المحبوبة مع الوطن فهو المحب منذ الاف السنين وهو الذى تستولى عليه الحيرة ويتمنى الا يتخلى عن المحبوبة
ويقول أليلى – أين أرضك – أدركينى – وجود ى بالهوى ثم أمنعينى
ثم صورة وردية لمصر فى قصيدة ( الصمود العبقرى فى وجه الاعداء) وهى صورة أن يعمل الجميع على ترسيخها وتظل روح الوطنية والنزعة الدينية والوسطية النصائح الابوية تظل مسيطرة على ابداعتنا فالابداع ليس شيئا من الفراغ
ويواكب الشاعر الاحداث فيصف النيل وثورته التى ستحطم كل السدود وفى الغزل يذوب الشاعر بثلاث قصائد متتالية ( صباح الخير ياقمر – فانك دربى – عانقى عطفا يعطف
يقول الشاعر- وحسبى عشقتك -دون النساء
– فما أى أنثى تثير النظر
وهنا يتداخل الغزل مع الوطنية باصالة مصرية وفصاحة عربية وفى قصيدة الديوان ( عيناك خط الاستواء ) يسلك الشاعر المسلك نفسه فتجد سمات المحبوبة لتشمل الوطن والمواطن والارض المسلوبة وتتواصل الروح الوطنية الواعية فى نص ( بأمر الله أأتمر ) حيث يوظف التاريخ توظيفا مبدى فيتذكر ويذكرنا بتواصل هجمات الغزاة وملاحم البطولات والانتصارات المصرية منذ الهكسوس وأحمس وحتى إستعادة سيناء الحبيبة ولا ينسى الشاعر محيطه العربى فتجده يبدع فى قصيدة ( شدوا الوفاق) وفيها ما يجعل كل بلد تمرقه الخلافات عراقا يود الشاعر من أهله رأب الصدع والتمسك بالثوابت والحفاظ على وحدة البلاد وحقوق العباد
ويقول أستاذنا الناقد صالح شرف الدين ( لا يفوتنى أن أثنى على عناوين الديوان التى حرص الشاعر على أن تتميز لدرجة أنه جعل كثيرا من العناوين جملا مفيدة بل أسلوبا إنشائيا ( فانك دربى – صباح الخير يا قمر – عانقى عطفا بعطف- كأمك مستحيل- بأمر الله أأتمر – شدوا الوثاق – أين أرضك أدركينى – عيناك خط الاستواء)
كانت هذه لمحة سريعة حول الدراسة النقدية التى تمت لديوان ( عيناك خط الاستواء) ولكن الديوان يحتوى على الكثير والكثير من المعانى الجمالية وروعة الروح الوطنية وأخيرا لايسعنا إلا أن نتقدم بكل معانى الحب والتقدير للشاعر الراقى الوطنى المعلم على الشيمى والشاعر الناقد الفاضل الاستاذ صالح شرف الدين ودائما فى تقدم ورفعة يامصر بوجود مثل هؤلاء الشعراء الذين يحملون بحر من الحب فى عشق ترابك بكلماتهم الراقية والهادفة